الفيل والتغيير

كان هناك فيل صغير لم يتجاوز طوله التسعة أمتار
أراد فيلنا الصغير أن ينطلق
خطى الخطوة الأولى بنجاح فالثانية فالثالثة
جميل رائع فالرابعة.........فالخامسة فرح كثيرا .فالتاسعة
حدثته نفسه عن آفاق أوسع عن رحاب اكبر عن آلاف الأميال من الخطوات
قاده حلمه إلى هناك حيث الغابات الاستوائية وربما إلى عالم العروض ألسيركيه
خطى خطوته العاشرة الا انه تعثر كاد أن يسقط ااااه
كان ذلك القيد له بالمرصاد
لم ييئس
حاول أخرى وبدء من جديد نجح في الأولى فالثانية فالثالثة.............. إلا أن القيد كان له بالمرصاد في العاشرة
غير الاتجاه هذه المرة . ذهب نحو الأمام . تراجع نحو الخلف . ثم الى اليمين . و اليسار كل الاتجاهات الأربع
لم يفلح أيضا
هبط بجسده المترهل بالإعياء ونفسه المثقلة باليأس والإحباط استقر على الأرض يندب حظه العاثر .
تملكه ذلك الشعور القاتل لكل شعور جميل في الحياة
قاتل الله الإحباط فهو صنو الموت نعم الم يأخذ على عاتقه قتل الأحلام الجميلة والطموح المتوثب والافكار النيرة الا يصيّر حياة المرء جسدا بلا روح وروحا هباء
لقد اقنع فيلنا الصغير نفسه حينها أن عالمه هو تلك الدائرة وان افقه لا يتعدى التسعة أمتار وانه يجب أن يحيا في إطارها
وانه يجب ان يحب ويكره ويضحك ويفرح ويحلم ويفكر في إطار هذه الدائرة
أصبح لا يرى ابعد منها ظل على هذا الحال سنين طويلة تطل كل واحدة منها بارتال من الكئابة والملل
كبر وكبر ذلك الفيل وعالمه هو عالمه حتى بعد أن فك قيده الحسي لازال قيده النفسي اثر تلك التجربة القديمة يحكم قبضته على مشاعره وتصرفاته فلا يجروء أن يتجاوز الدائرة أو يتعدى خطوته التاسعة
ذات يوم فكر أن يعيد تلك المحاولة القديمة
أن ينطلق
أن يتحرر
تردد كثيرا كثيرا كل ما هم باتخاذ الخطوة العاشرة تراجع عنها وبشدة ولام نفسه على مجرد التفكير في ذلك
وفي صباح باكر من ودون سابق إنذار فزع من نومه على صوت انفجار مدوي
خاف الفيل واستيقظ مذعورا فانطلق
دون تردد
دون تفكير
ميلا كاملا قطعه في وقت قياسي .... ميل ؟ عجيب
توقف عن الهرولة هدأت نفسه قليلا بدأ يفكر كيف قطع هذه المسافة كلها
أين التردد أين عدم الجرأة أين القيود أين الدائرة الكئيبة
كلها سراب من صنع الخيال العجز والإحباط القاتل والهمة الضعيفة
هذه القصة ياسادة أثارت في مخيلتي سؤالا يقول
هل يحتاج احدنا إلى انفجار فظيع كي يخترق دائرة اليأس ويكسر قيد الفشل ويبدد ظلمة الإحباط
هل يحتاج احدنا إلى صدمة قوية أو موقف شديد كي يدفعه إلى التحرر من أغلال صنعها خياله
أليس الأجدر بأحدنا أن يحدث هذا الانفجار داخل نفسه كي ينطلق بدل أن يأتي الانفجار من الخارج
أليس التغيير سمة الأقوياء وسيبل ذوي الهمم العليا
كم من الدوائر والقيود أحدثتها تلك الرسائل السلبية التي تتلقفها النفس كل يوم من جراء التعامل مع الآخرين محبي إهداء العقد النفسية
إن التغيير الحقيقي الناجع لا يأتي إلا من الداخل
أسمعت قول الباريء جل وعلا ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
التغيير سنة كونية له دلالات ومعان عظيمة
كثيرون هم العظماء الذين أحدثوا تغييرا في التاريخ ولو تأملت تاريخ كل واحد منهم لرأيت أنهم احدثوا هذا التغيير بداية في أنفسهم فتغيير التاريخ بأنفسهم وهممهم
اقصد هنا بالطبع التغيير الايجابي المحفز للتطوير المثمر البناء والتغيير نحو الأفضل
اعجبني تعريفا للتغيير ذكره الدكتور على الحمادي في كتابه ( التغيير الذكي) حيث قال ( هو التحول من واقع معين إلى واقع آخر منشود في فترة زمنية معينة)
هذا التعريف جعلني استمطر الذاكرة ليأتي أعظم تغيير لامس وجه الأرض وهو التغيير الذي أحدثه محمد صلى الله عليه وسلم في حياة البشرية اجمع
كذلك تذكرت عمر ابن عبدا لعزيز- صلاح الدين الأيوبي – الملك عبدا لعزيز – مانديلا – وغيرهم كثير
لم يكونوا هؤلاء من مقاومي عملية التغيير أبدا ولم يجعلوا من أنفسهم مرتعا خصبا لتنامي بكتيريا الإحباط
فلا نستطيع أن نصف احدهم ( بالمقاوم العلني الصاخب ولا المقاوم الخفي الملتوي ولا الناظر إلى الخلف )
بل كانوا من صانعي التغيير ومحدثيه في أنفسهم ومجتمعهم
قال لي صديقي ذات مساء بعد مسامرة طويلة عن التغيير وأهميته في إحداث نقلة نوعية في مختلف مناحي الحياة وقد تاقت نفسه إلى ذلك (كم أتمنى أن أغمض عيني واستيقظ وقد تغيرت نحو الأفضل )
قلت له نعم لك أن تتمنى ولك أن تغمض عينيك ولك أن تغط في نوم عميق وحلم جميل بيد انك ستستيقظ وأنت أنت يمكن للأحلام والأماني أن تلد أشياء كثره غير أنها لا تلد التغيير أبدا
التغيير لا ينجبه إلا همة عالية وعمل دؤوب في مرحلة تتلوها مرحلة
هل سمعت بالتخلية والتحلية والثبات
هذه مراحل التغيير كما عبر عنها الدكتور محمد الماضي وقد أعجبني منه ذلك حيث قال أن أولى مراحل التغيير ما يمكن تسميته بالتخلية وهي التخلي عن الأمور غير المرغوب فيها لدى المستهدف بالتغيير
يتلوها مرحلة التحلية ونقصد بها إحلال الأفكار المرغوب فيها لدى المستهدف بالتغيير
ثم تأتي مرحلة الثبات وهي التمسك بما تم التوصل إليه من أفكار جديدة والثبات عليها والتطلع للأفضل دائماً
هذه مراحل التغيير فهل لليلة مخملية أن تنجبها
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

خلّى الله حياتنا من كل نقص
وحلاّها بكل جميل
وثبتها على كل رائع مثمر
ختاما التغيير الايجابي مهارة رائعة يجب أن نتعلمها

تسلم ايد يا تيتو على هذا القصه
فى انتظار الجديد
تقبل مرورى

شوكولانتينو

تسلم ايديك يا قمري علي القصه الجميله دي

ربنايسلمك ياحسام

نورت التوبيك ياغالي

انتي اللي قمري يادودو

نورتي التوبيك ياقلبي

انتا ال غالى يا صحبى
ومتشكر جدا على ردك الجميل

ديما مبدع باختيراتك الرائعه

فى انتظار الجديد من ابداعك الراقى

تسلم ياحس ياجميل

تسلم الايادى

تسلم ايدك علي القصة الرائعة دى

تحياتى ليك

تسلم الايادى يا باشا على القصة الجميلة دى بجد رائعة ويارب يكون مرورى مقبول محمد