العظماء!

فى سماء التاريخ الحا لكة.. حيث يطوى النسيان كل شئ..هناك نجوم لامعة تتلألأ فى اركانها..نجوم ام يمحها الزمان . ولم تطفئ بريقها الأعوام..انهم علماء ,وادباء,وفنانون.. انهم عظماء!! ان يكون الانسان رساما مبدعا او موسيقيا مرهفا او نحاتا بارعا, فأن ذلك يثير الأعجاب...اما ان يكون رساما وموسيقيا ونحاتا ومهندسا معماريا ومخترعا وعا لما للنبات وفلكيا وكيميائيا وجيولوجيا وادبيا,ويملك من البراعة فى كل من هذه المجالات مايؤهله ليتربع على عرش مبدعيها فأن ذلك يثير العجب. وأن كنا قد درجنا على تعريف العظماء بأنهم هؤلاء الذين تفوقوا تفوقا واضحا على نظرائهم فى مجال معين من مجالات الحياة,فأن(دستة)من العظماء قد اندمجت فيما بينها تحت اسم ((ليوناردو دافنشى)) لتضع لنا تعريفا جديدا وخاصا للعظمة مؤداه ان العظمة هى نتيجة اقتحام ((ليوناردو دافنشى))لأى من مجالات الحياة ولد ((دافنشى)) _1452_(( بأحدى قرى ايطا ليا لاب محام وام فلاحة,وتجات مواهبة الفنية فى سن صغير مبكر..وأعجب ((فيروشيو)) صديق والده برسومات الصغير وتبناه فى مرسمه.وما لبث التلميذ ان تفوق على استاذه, وشهدت لوحاته الرائعة وعلى رأسها الجيوكندا((الموناليزا)) التى رسمها فيما بين عامى 1500_1505 ظل فيها حوالى خمس سنوات التى اثبتت على انه واحد من اهم وابدع فنانى عصر النهضة. وتلك اللوحة الرائعة التى توجد اليوم فى قاعة الفن بتحف اللوفر لها خاصية فريدة اضافتها لمسة دافنشى الساحرة,فأذا نظرت مباشرة فى عينى الموناليزا من اية زاوية تخالها تبادلك النظر! وامتدت انجازات دافنشى الى علم التشريح حيث خلف وراءه العديد من الصور التوضيحية لأعضاء الجسم البشرى وصفاته التشريحية والتى بلغ من حد اتقانها انها مازالت تدرس فى كليات الطب والفنون حتى الان. بل واستطاع عمل تصميمات وافكار لمخترعات لم تصل الى خيال العلماء الا بعد اشارته اليها بمئات السنين... فوجد فى مكتبته رسم لطائرة هليو كوبتر لم تخترع الا بعد_500_عام من وفاته كما سجل افكارا لمخترعات عديدة منها ماكينة لصنع الحبال ومنشار لقطع الاحجار. ووضع ((دافنشى)) تصميمات لالات وانفاق وقنوات لم تنفذ الا بعده بمأت السنين وايضا نجده ينفذ اعمالا فنية فى قمة الابداع لسقوف احدى الكنائس الكبيرة وهو مستلق على ظهره تحمله سقالات خشبية واستمر يرسم فى هذا الوضع الشاق اعوام طويلة غير مبال بالمجهود الذى يبذله فى سبيل أضافة صفحة جديدة الى كتاب عبقريته الضخم الى جانب هذا كان ((دافنشى))يتمتع بروح مرحة وخيال خصب افرز العديد من الحكايات الطريفة التى تتضمن فى ثناياها الحكمة,وبلغت الطرافة بدافنشى انه كتب تلك الحكايات بمفكرته معكوسة اى من اليمين الى اليسار بحيث لا يتمكن احد من قرائتها الا اذا وضع امامه مرأه. ورحل دافنشى _1519_ بعد ان اثبت بما لا يدع للشك ان العبقرية هبة من الله لا يمكن اكتسابها ,فيكفى ان نعرف انه لم يكن يطلع على اعمال سابقيه من الفنانين ,معللا ذلك بأنه كان يريد فهم كل شئ بنفسه..............